Sunday, January 25, 2009

وقود رحلتي (2) 0


هنا وقود رحلتي (1) 0



ها أنا أكمل ما خطته يداي قبل 4 أشهر، في الصيف تحديداً، قبل أن أبدأ مسيرة حياتي الجديدة، والتي بدأتها بمشاعر الألم والحسرة يوماً، والرضا والاستقرار يوماً آخر، و هكذا كانت باقي الأيام.. كنت أتخبط يمنةً ويسرةً، بحثاً عن من يخرجني من المأزق والورطة الكبيرة التي أوقعت نفسي بها، سأكون صريحة هنا.. لم أكن راضية أبداً عن قراري بدخول الطب منذ أول يوم لي فالسكن! تجربة مريعة، مخيفة، بااائسة يائسة!!.....بعدها> بدأ أول يوم على غير الخير!! لم أستطع كفكفة دموعي طوال اليوم، دخلت الكلية، أخذت أتلفت بلهفة بحثاً عن زميلاتي وصديقاتي ومعلماتي، ولكن لم أجد أحداً منهم! شعرت بأنني وحيدة في هذا الكون، وحيدة النفس والصحاب والأماني والأحلام، كرهت نفسي كرهاً شديداً وكرهت كل من حولي واليوم الذي سجلت فيه في هذه الكلية التي لا حياة فيها ، تباً لكِ يا "كلية دبي الطبية" لم تتركي لي أحداً ممن أحبهم بجانبي!..... حضرت حفلة استقبالنا وأذكر أن انهمار دموع زاد عندما سمعت النشيد الوطني وكأنني أقول في نفسي" سامحني يا وطني لقد .......... خنتك!" 0


هذه كانت حالتي واليوم أصف نفسي بالضعيفة! نعم "كنتُ" ضعيفة النفس، اهتزت ثقتي بنفسي بل انمحت وكأن شيئاً لم يكن، لو رأتني صديقاتي على حالتي تلك فلن يصدقن، أقسم أنه لن تصدق إحداهن أنني أنا تلك! لا لقوة شخصيتي السابقة ولا لسيطرتي على الأمور بل لاعتيادي على أخذ الأمور "ببساطة" (ليس دائماً طبعاً) ، لكن الفاجعة أنني زدت كل عقدة تعقيداً! أو كما يقولون زدت الطين بللاً،،.. أصبحت مترددة كما ذكرت في بداية كتابتي، فضّلت الانسحاب بكل بساطة!! اتخذت البساطة في الأمور السلبية فقط!.. أرضى بقراري يوماً وأسخط منه يوماً آخر.. كرهت كل من رأيت وكل من أسدى لي رأياً أو خدمة! "هل ترينني ضعيفة إلى تلك الدرجة؟؟ أأثير شفقتك إلى هذا الحد؟؟ أترينني قليلة الخبرة بالدرجة التي لا تصل إلى ربع خبراتك لأنك أكبر مني بسنة أو سنتين في عمر الطب؟؟ تباً لكن!" << هذا ما كان يتردد في نفسي بشكل مبعثر لا كما سطرته الآن، جن جنوني! أردت العودة إلى المنزل بأقرب وقت، كانت دموعي تنهمر بلا توقف كلما حادثت أحداً من أهلي وبالأخص والدتي، حتى أذكر أنني اتصلت بها يوم الأثنين بعد أن انقطعت بي السبل وقررت الانسحاب، أجابت أمي على رنين الهاتف وبدأت فوراً بالصراخ والنحيب كأن شخصاً قريب قد توفي! مالذي يدعوك إلى ذلك؟ لا أريد أن أدرس الطب! 0

وما كان للطب شأن في كل ما كان يحدث لي، إلا أن نفسي هي التي تبدلت. 0


يُتبع في وقود رحلتي (3) 000000000000000000000000

4 التعليقات:

lavender's aroma said...

what a sad situation !

I recall my first days in the dorm

but yours was more terrible!

I'm eager to know what happened then !

Sparkle said...

sad w bas? xD
soon enshaAllah
thanx a lot for passing by sis :)

Rmlah said...

حياة بلا أهل ولا صديق ولا خليل ولا أحد إلا الواحد الأحد , لولاه لتمزق القلب و ضعفت النفس ..

" الاطباء الجيدون يواجهون كل يوم صعاباً"...كل يوم أشد صعوبة من الآخر

من المتوقع أن كل من يلج عالم الطب أن يكون من صنف آخر من البشر , فاقد الإحساس بنفسه و شديد الاحساس على غيره ..

ذرفت الدموع و صرخت و "تكسحت" و كُلفت فوق ما بوسعي و سعيت , حتى آمنت أنه الطريق الذي لابد منه ....

sacrifice :)

{{Suha}} said...

انا كل يوم اقول لنفسي هل اخترت الخيار الصحيح بدخولي كليه الطب ..ولكن اتذكر ((عسى ان تكهروا شيئا وهو خيرا لكم))
تمر علينا ايام صعبه كثير لكن لابد لليل ان يجلي ..


تمنياتي لك بالتوفيق :)

 

Blog Template by YummyLolly.com // PS Brush by Pink On Head